قصة قصيرة :
========
========
هدوء جميل يُزين المكان .. وشعاع شمس ذهبي يتلصص عليها خلف ستائر شُباك غرفتها ،
يكاد يُقبل جبينها فيتراجع خجلا ..
يكاد يُقبل جبينها فيتراجع خجلا ..
بينما كانت هي نائمة .. تحتضن وردته الحمراء بين راحتيها .. رن هاتفها الجوال ...
استيقَظَت ؛ لتجد اسمه على الشاشة .. نظرت الى الساعه .. إنها الثامنة صباحا ، وموعد
إقلاع طائرته السابعة !!
إنه لم يسافر بعد ، مؤكد أنه أجل سفره يوما آخر كما نوى بالأمس حتي يبقى معي ياله من
شخصية مُدهشة تتسم بالغرابة عن غيرها ؛ بل هو بالفعل الغريب ( هكذا دار الحوار داخلها
.. أو ربما ماتمنته أن يكون ) .
الأمس كان أول لقاء بينهما ؛ حدد موعده القدر، فعلاقتهما كانت أبسط من أن يتفقا على لقاء
.. تتميز بالرسمية والجدية البالغة ؛ وبرغم هذا كان هناك شيئا ما يجذب كل منهما للآخر –
ليس الحب - بقدر ماهو تلاقي للأرواح والشغف أن يتعرف كلاهما عن قرب ، من هو ؟
ومن تكون ؟ ..
قرر هو اللقاء ، وكانت البداية : مكالمه هاتفية .
للوهلة الأولى أصابتهما الدهشة كليهما ، فقد وجدا في كل منهما الآخر شخصا مختلفا غير
الرسمية التي اعتاد عليها الإثنان ..
هو وهي : شخصان بسيطان ، مرحان ، متكلمان وكأنهما على معرفه منذ ميلادهما .
اتفقا على التلاقي .. وكان أول لقاء ..
ساعتان : على صفحة النيل صاحبتهما آخر نسمات الصيف ربما تواجدت لتودعهما قبل
رحيلها ، ووميض لضوء قمر ينبثق من سواد الليل شاهدا على أول لقاء ، ووردة حمراء ..
ساعتان : كانتا كل اللقاء وكل الكلام ، وعطر بنكهة الإنسانية .. وشذى الأحلام يفوح من
ضياء روحهما التي اختذلت كل القصائد بإبتسامة رضا .
ساعتان : دار فيهما الحديث هنيهه ، ثم تملكتهما اللحظة بسحرها وصمتها لتتحدث العيون
عن ماوراء الأيام بحروف أبهى من مناوشة الشمس لحفيف الأشجار.
.....................
تنبهت لصوته على الهاتف وهو يكرر اسمها مناديا ، ردت عليه بلهفة مؤكدة مايدور بذهنها:
( لم تسافر بعد ، أجلتَ السفر ليلة أخرى ، سأراكَ اليوم أكيد ) ..
رد بشوق : حاولت تأجيل الرحلة بالفعل مرارا لكني لم أفلح .. فقط : أحببت أن يكون
صوتك آخر ما أسمع قبل إقلاع الطائرة ؛
أخذ نفسا عميقا ، وكأنه يتنفس طيفها .. ثم عاود حديثه معها :
بالأمس أهديتكِ ورده حمراء ؛ ستجدين بين أوراقها روحي وقلبي تركتهما معكِ لكي أعود
إليكِ مهما طالت الأيام ؛ فكوني لي .........
أقلعت الطائرة بالغريب .. وبقيت الوردة الحمراء بين راحتيها ..
التفتت الى ساعتها .. كانت السابعة وعشر دقائق ..
احتضنت الوردة منتظرة مايخفي لها القدر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق