أنثى الكبريـــــــــــاء


                          أنثى الكبريـــــــــــاء ..

آخر ليلة شتاء : مطر خفيف .. خلف نافذة الخريف .. وغيمة تغادر السماء .. وأمواج توعد بــــالغـــــرق ..

أنــــــــــا : أنثى الكبريـــــــــــاء .. حدودي البحر .. أعشق الحرف .. ومعتادة على طعم الملح .. أحتـــــــرف الصبــــــر .. وأكـــــره الإنتظــــــار ..

هـــــــو : حرفته الكـــــــلام .. عاشق للعيـــــون واليمـــام .. و.... أقــدامهــــــن ......
قلبــــــه : خيمـــــة لقصص حب ( متقاطعه ) كما البحار له بكل مينــــــاء عنــــــوان .

سيــــــدي الغريــــــب دونــــي :

الليلة أدعوك لحفل على شرف قصائدك .. تحييه أميرات حرفك ؛ قبل أن تحولهن الى زهور مجففه على حماقات قافيتك ، وغرورك ، وجنونك ..

لاتحتــــــــج سيــــــــدي ؛ ولاتشـــــــــتـك ؛ تمهــــل .. ترفـــــق ..
اطمئـــــــن .. لن تكشفك امرأة غيري ممن عرفت ؛ فكلهن نساء ككل
النساء ..
أمــــــــــا أنــــــــــا : فـــــــــأنثــــــــى الكبريــــــــاء .

مـــــــــولاي : عندما يصبح للشوق طقوس البحر ؛ لن تحولني الى جزيرة منفية ؛ لأرتطم بموجك وحدي ..
فيوم توقف قلبــــك المتسكــــــع عندي ؛ كنت تبحث عن امرأة تطوي الحب فيها ، وعند أول قطرات المطر ؛ تغـــــــــــــــــادر المكــــــــــــــان ..
ربمـــــــا .. نسيــــت أنـــــــــــــي ( مريــــــــــــــــــــم ) هــــــــــذا الزمــــــــــان !!

مــــــولاي : احـــــــذر الواحــــــات الوهميــــــة ؛
وإن لم تفعــــل ؛
طالــــــــع ماشئت من نســـــــاء ..
وارتـــــــو مــــن أي نبــــــــع ..
لن تزيــــــد إلا ظــمــــــأً لليمـــــــام ..
وستعـــــود اليَّ زحفـــــــا ..
ستحرر كل نســـــائك ..
وتطـــارد فيّ خصــــــب الواحـــــة ، وبيــــــاض الربـــــا ، وخرائــــط البستــــــان.

مـــــــــــاذا بـــــــــــك سيــــدي ؟!
يغــــــــزوك صمتــــــا وذهـــــول !!
هيــــــا أفــــــــق مولاي .. غنــــي .. وامنحنــــي ذراعيــــــك .. راقصنـــــي .. قــــل كلامـــــا مربكــــــا .. جردنـــــــي من الصبـــــر ؛ واكسنــــي شوقــــــــا وأمـــــــاناً ..

مـــــــازال الصمــــــــت يمـــــــلأ المكـــــــان !!

تنهدت الأمــــواج داخلي .. وضحـــــك البـــــحر ساخـــــــرا .
قالــــــــوا : احــــــــــذرِ .. لاتقربي عاشــــــــق الكـــــــــــــلام ..
قلــــــــت : وهــــــل تقــــــــاوم المـــــراكب شهــــــوة الغـــــرق ؟!
عنــــــدها انتبــــــه مـــــولاي ، وغـــــــادر صمتــــــــه ..
نــــــــادى : أملــــــــــي .
لبيـــــــــت : نعـــــم .

لمـــــــاذا نلبـــــــي دائمــــــا بـــــ " نعــــــــم " ؛ عنــــــدمــــا يقــــــول القـــــــــــدر " لا "..

هـــــــا أنـــــــت ذا عـــــــــاشـــــق تخلـــــــت عنــــــه القـــــــــوافي
بـــــــــالنسيـــــــــــــــــان ..

هناك تعليقان (2):

  1. تنهدت الأمــــواج داخلي .. وضحـــــك البـــــحر ساخـــــــرا .
    قالــــــــوا : احــــــــــذرِ .. لاتقربي عاشــــــــق الكـــــــــــــلام ..
    قلــــــــت : وهــــــل تقــــــــاوم المـــــراكب شهــــــوة الغـــــرق ؟!
    عنــــــدها انتبــــــه مـــــولاي ، وغـــــــادر صمتــــــــه .سلمت افكارك وماجف قلمك سيدتى ولا انطوت صحائفك انثى الكبرياء وهل تقاوم المراكب شهوة الغرق وازيتك بزورقى وبوصلتى وشراعى وجدتنى اجوب معك بحارك الهادئة الصاخبة وكم كنت اتمنى المزيد ولكنى قرأت ما أراده القدر فكان لابد من العودة لمرساتى ولكنى أعترف انى استمتعت برحلة ساحرة مع انثى الكبرياء

    ردحذف
  2. أخي فتحي / سعدت جدا بإبحارك واستحسانك لحروفي لاتحرمنا من إطلالتك الجميله .. لقلبك السعادة.. تحياتي

    ردحذف